الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رأي حول اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس الحكومة

نشر في  03 جانفي 2015  (10:24)

بقلم الاديبة والكاتبة والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية

بكل احترام وتقدير، اقول للذين يرون في دعوة رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي للسيد رئيس الحكومة المهدي جمعة "إلى ضرورة الاعتناء بالمناطق المنكوبة"، عودة الى التوجيهات الرئاسية، انما هي خطوة ايجابية تدخل في باب الحرص على الشعب والاهتمام به بكافة شرائحه وطوائفه وفئاته وهي من الاولويات وخاصة منهم الفقراء والمعوزين واولائك الذين لا مؤونة لهم ولا ماوى، الاسفلت والارض فراشهم و السماء غطاؤهم، اولائك المفلسون من كل شيئ في مثل هذا الطقس الشتوي المثلج، الشديد البرودة.

هم جزء من الشعب الذي انتخبه وولاه الثقة. اذا هذه ليست توجيهات انما هي اعتناء بابناء الوطن وهو واجب لاننا امانة في عنقه و عنق رئيس الحكومة ومجلس نواب الشعب يحاسبون عليها امام الله .

ان الادلاء بالراي محمود و مرغوب وليس بعيب.

لما كان المرزوقي كانوا يلومون ويحتجون......، واليوم يقول البعض توجيهات السيد الرئيس ملمحا للزمن الماضي البعيد وهي في الحقيقة تلميحات ليست في محلها، رجاء ارسوا لكم على بر.

هذه التوجيهات كما سماها البعض كان لا بد منها لان الذين يعيشون في الدفئ ولم يعرفوا العراء لا يشعرون بقيمتها لكن من يعيش الفقر والخصاصة هو في اشد الحاجة الى كلمة تفرحه وترفع من معناوياته.

ان على رئيس الجمهورية ان يكون ملما بوضعية الشعب و الدولة وليس آخر من يعلم او يرشد او يوجه، ولزاما عليه ان يكون مهتما اهتماما جذريا وكليا بكل صغيرة و كبيرة وعلى علم بكل شاردة وواردة في البلاد من الشؤون الوطنية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والسياحية والصناعية والتربوية والصحية وكل ما يهم الدولة والشعب بجميع فئاته و اطيافه وشرائحه ما ينقصه وما يحتاجه وما يزيده خاصة الفقراء والمعوزين والناشئة والشباب.

ما انتخبناه الا من اجل هذا. لا ليبقى في مكانة استشرافية في قصر قرطاج، او ليقتصر دوره على الخارجية و القوات المسلحة. بل ليكون له دور ايجابي فعال يؤتي اكله.

لزاما عليه ان يرشد ويوجه ويبدي رايه للصالح العام لما فيه صالح البلاد و العباد وان يلفت نظر رئيس الحكومة لاشياء قد لا ينتبه اليها، خاصة وانه صاحب خبرة طويلة و جيدة و ان يحفزه لفعل ما ينفع الدولة والشعب.

من رايي المتواضع جدا لا ارى خللا او عيبا في تعاون رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة بل يجب ان يكون هناك تعاونا شفافا ونزيها بينهما حتى لا يبقى آرئيس الجمهورية خر من يعلم او العكس بالعكس.ففي مثل هذا التعاون و التشاور صالح البلاد والشعب، لا ان يعمل كل منهما على حدة ثم يفاجأ كليهما بقرار الاخر او ما شابهه، و الشعب يدفع الثمن.

وليكن في علمكم اننا لسنا في حكم ملكي ولا امبراطوري ولا حكم سلطاني. و لا ننسى ا ن فى التوجيهات نصيحة وان في طلب المشورة و النصح والتشاور و تبادل الاراء فيه اثبات على عدم الانفراد بالراي، وهي اسلوب من اساليب الديمقراطية. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شان المشورة:

- إذا كان أمراؤكم خياركم ، وأغنياؤكم سمحاؤكم ، وأمركم شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم ، وأغنياؤكم بخلاؤكم ، ولم يكن أمركم شورى بينكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها
- ما من رجل يشاور أحداً إلاّ هدي إلى الرشد 
- لا يفعلن أحدكم أمراً، حتى يستشير
- الحـزم ان تستشير ذا الرأي ، وتطيع أمره.
- إذا أشـــار عليك الــــعاقل الناصح فاقبل، وإياك والخلاف عليهم، فإن فيه الهلاك.
- استرشدوا العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا
- وعن علي (عليه السلام) قال: سُئل رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الحـزم فقال: (مشاورة ذوي الرأي ثم اتباعهم). 
- وعن عليّ رضي الله عنه أمير المؤمنين في وصيته لمحمد بن الحنفية قال : (اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض ، ثم اختر أقربها من الصواب وأبعدها من الارتياب إلى ان قال: خاطر بنفسه من استغنى برأيه ، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ).